تونس
تقع البلاد التونسية في الضفة الجنوبية لحوض البحر المتوسط وتحتّل موقعا جغرافيا استراتيجيا. وتزخر بتاريخ يرجع إلى أكثر من 3 آلاف سنة وتزخر بتراث ثقافيّ وحضاري ثريّ ومميّز. تعاقبت على تونس على مرّ العصور عدة حضارات توارث عنها البربر، سكاّن تونس الأصليون جملة من العادات والممارسات. وماتزال الآثار البونية والرومانية والبيزنطية والعربية والعثمانية شاهدة على تاريخ الحضارات التي مرت من بلادنا.
تميزت تونس على مرّ العصور بتعدد الحضارات التي تعاقبت عليها. إذ تعد تونس من الدول التي تزخر بموروث ثقافي وحضاري غنيّ ومميز.، فهي تضمّ 7 مواقع ثقافية أثرية مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي لأهميتها التاريخية والثقافية وهي:
يشمل التراث الثقافي غير المادي الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات التي تمثل جزءاً من التراث الثقافي المتوارثة. وتكمن أهمية التراث الثقافي الحي في المعارف والمهارات الغنية التي تنقل عبره من جيل إلى جيل والذي يسهم في تحقيق التماسك الاجتماعي بتحفيز الشعور بالهوية والانتماء. عززت تونس موقعها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، بعد إقرار اللجنة الدولية الحكومية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادّي التابعة لمنظّمة اليونسكو لخمسة عناصر خلال السنوات الأخيرة وهي:
من المؤكد ان الصحراء التونسية ستحتضنك بسحر نورها ونسيمها المنعش فالمكان هنا لا نهاية له و انت تتطلع الى الصخور الرملية التي تحكي تاريخا يمتد على ملايين السنين...هو نداء الصحراء التونسية الذي سيحملك بعيدا عن صخب الحياة و يدعوك للغوص في لحظة تأمل خارقة حيث لا معنى للمكان و للزمان... لحظة تأمل بإمكانك ان تعيشها في فندق فاخر تتماهى هندسته مع هذا الديكور الطبيعي المثير او في مخيم يوفر لك كل ظروف الراحة و الرفاهية او تحت خيمة في قلب الصحراء...و الصحراء التونسية تدفعك لا اراديا كذلك الى خوض مغامرة مثيرة لسبر اسرارها و اكتشاف خباياها من خلال رحلة على متن عربات رباعية الدفع او على صهوة جمل يتمايل بك عبر كثبان الرمل التي تختزن في حباتها اثارة المكان و سحر الزمان..
هنا يتوقف الزمن ليثير فيك رغبة جامحة لخوض تجربة السرعة و الاثارة فالصحراء التونسية توفر فضاء متميزا لممارسة الرياضات القصوى و تحدي الطبيعة والوقوف عند ما يمكن ان تصل اليه قدراتك الذهنية و الجسدية فانت في حضرة صحراء تتميز بتنوع عناصرها الطبيعية و بجودة بنيتها التحتية السياحية و هو ما يجعل منها فضاء رحبا لتعيش مغامرة نادرة لن تمحى من ذاكرتك ابدا...فمن هنا خرجت للعالم المشاهد المثيرة لفيلم حرب النجوم و هنا تعانق المظلات الطائرة لكبار المغامرين العالميين السماء، يحلقون فوق كثبان الرمال و يستمتعون بخضرة الواحات المترامية في قلب الصحراء التونسية المثيرة...
مئات الكيلومترات من الشواطئ الرملية الشقراء والعديد من الجزر الساحرة حولت تونس إلى وجهة سياحية مميزة في البحر الأبيض المتوسط. فمن نابل الى المهدية ومن طبرقة الى جزيرة الأحلام جربة ستفتح لك الفنادق الفاخرة أبوابها بحدائقها الغناء وهندستها الأصيلة وعمارتها المتناغمة مع عبق المكان لاستقبالك في عالم امتزج فيه سحر التاريخ بهدوء الحاضر...
حتما ستنعم بالبحر وهو يتماوج أمامك كمرآة زرقاء وستغمرك سعادة الأطفال وهم يلعبون بالماء ومع الماء، وسترحل بعيدا مع المظلات وهي تداعب السماء كقوس قزح، وستود الإبحار مع القوارب الشراعية وهي تداعب المياه الهادئة، وربما ستحلم بركوب ألواح التزلج السريعة وتحدي الأمواج.
تونس الوجهة المميزة دوليا للمعالجة بمياه البحر وللرفاه. ففي بلد حسن الضيافة، ووداعة البحر المتوسط الممزوجة بروائح الياسمين وزهر البرتقال. يبدو الرفاه المتجذر في التقاليد أمرا طبيعيا فالماء كان دوما مصدرا حقيقيا للجمال والصحة الطبيعية منذ الحمامات الرومانية إلى الحمامات التقليدية في المدينة العتيقة
تونس اليوم هي ثاني أهم وجهة في العالم في المعالجة بمياه البحر. وتعد ما يقرب من ستين مركزا تعتمد أدق المعايير العالمية موزعة على طول السواحل، ووفق أدق القواعد المهنية تتم متابعة نوعية المياه، والمراقبة الطبية مما يجعل الاستشفاء متعة حقيقية تضفي عليه الشمس، والابتسامة والرقة الطبيعية للتونسيين رونقا خاصا.
زيت الزيتون، خضر طازجة، أسماك وغلال البحر مصحوبة بالحبوب الزراعية والتوابل الشهية مع الأعشاب الناعمة... بهذه المكونات وغيرها يتميز الطبخ التونسي بطابعه المتوسطي الشهي ويعتبر طبق " الكسكسي" من أعرق الأطباق البربرية ويتم إعداده إما بالسمك أو بلحم الخروف مصحوبا بعدة أنواع من الخضار الطازجة.
بالنسبة لهوات النبيذ، تجدر الإشارة إلى أن الأطباق التونسية يمكن أن تكون مصحوبة بأنواع جيدة من المشروبات الكحولية المحلية تسبقها مفتحات متنوعة تسمى "الكمية".
العدد الهائل من الفنادق الشاطئية المتواجدة على طول الساحل التونسي تمكنكم من أنشطة ورياضات عدة. فتكون عطلتكم فرصة لتحسين مستواكم في لعبة التنس أو لتعلم الملاحة بالقوارب أو اللوحات الشراعية. ولكم كذلك أن تختاروا لعب الغولف في واحد من الملاعب العشر المنتشرة على المحطات السياحية من طبرقة إلى توزر
حول العاصمة تونس وفي المدن السياحية الكبرى تتعدد فرص السهر في المطاعم والمشارب والنوادي الليلية. وإذا كنتم من المولعين بالملاحة البحرية، تمنحكم تونس ثلاثون ميناءا موزعة علي طول الساحل من الشمال إلى الجنوب منها سبع مارينات تستقبل قواربكم و يخوتكم في ظروف و بمعدات راقية.
ثراء تونس الطبيعي، من غابات في الشمال إلى الصحراء في الجنوب، فرصة سانحة للقيام بجولات مطولة على الأقدام، فوق حصان أو على متن دراجة نارية... لمحبي الطبيعة البحرية، لتونس مواقع للغوص غاية في الجمال ولهذا الغرض توجد عدة نوادي غوص على طول الساحل التونسي. ويمكن لمحبي الصيد البري اللجوء لخدمات مرشدين مختصين لتنظيم غارة صيد مثيرة.
تونس هي بلد الحرفيين بامتياز، وكثرة العائلات الملقبة بأسماء الحرف دلالة غلى تأصل الحرف اليدوية بالبلاد. فالنجار و الحداد و النقاش و الشواشي من الألقاب المتداولة في تونس منذ عصور. فتونس تزخر بإبداعات حرفييها من خزف و زرابي و فساتين مطرزة تعكس إسهامات الشعوب المتعاقبة على البلاد من أندلسيين و أتراك و إيطاليين. فلا تفوت زيارة ورشات الحرفيين عند زيارتك للجهات التونسية.
تونس من الوجهات المفضلة للتظاهرات والمؤتمرات وسياحة الأعمال لما فيها من مواقع اجتماع طريفة وجذابة سواء على البحر، أو في مسرح روماني، أو كاتدرائية سابقة أو مخيم في الصحراء.
وتقدم إلى جانب ذلك فنادق متعددة وممتازة منها العلامات التجارية الدولية أو المحلية ذات الخبرة والتجهيزات الكافية لاستضافة المؤتمرات والندوات الكبرى. عديد وكالات الأسفار تقدم برامج مبتكرة مصممة خصيصا لتلبية احتياجات المؤتمرين. وبخلاف هذه المزايا، فإن تونس عريقة في السياحة وفي الحفاوة بضيوفها.
مدينة تونس العتيقة أو مدينة تونس القديمة، هي الجزء العتيق من مدينة تونس وقلب العاصمة التونسية، صُنفت منذ عام 1979 ضمن لائحة مواقع التراث العالمي لليونسكو. وقد تمت المحافظة عليها بشكل مستمر من خلال ترميم أنهج كاملة وتبليط عديد المسالك. أسواق المدينة مكسوة بقباب تتسرب منها إضاءة خافتة وهي حاشدة بالحركة ومليئة بالسلع من كل الأنواع : الأ قمشة والعطور أو المجوهرات الثمينة. أما الأنهج السكنية، فهي متحف مصغر للطابع العمراني التونسي : جدران بيضاء وحدادة زرقاء، معابر مسقوفة وقباب من القرميد الأخضر وأبواب صفراء مؤطرة بتصاميم حجرية منحوتة...
في مدينة تونس العتيقة، يمكنك زيارة جامع الزيتونة المعمور أو الجامع الأعظم (القرن9 ) والمساجد التركية المحلاة بالرخام. يمكنك كذلك زيارة تربة الباي، المقابر التي تضم رفاة أسرة الباي، والمدارس الدينية الأنيقة (القرن18 ) والقصور المزدانة بالخزف والأرابيسك والجص المنقوش بالإضافة إلى الأسواق المركزية والأنهج المسقوفة المخصصة لمنتوجات الحرف اليدوية من المجوهرات، والملابس المطرزة والطربوش الأحمر التقليدي.
في أسواق المدينة العتيقة، سوف تجد وجبات خفيفة ولذيذة : البريك الشهي، والشطيرة الصغيرة وصحن الكفتاجي (خضروات الصيف مع البيض المقلي) أو صحفة اللبلابي (الحساء من الحمص والفلفل الحار). في القصور القديمة أو الفنادق (خانات القوافل) التي تحوّلت إلى مطاعم، ستتذوق أفضل أطباق الطبخ التونسي : الكسكسي بسمك الهامور والسفرجل و براعم الورد، صحن من الخضار المحشوة (فندق الغلة ، لحم الضأن الحلو المالح اللذيذ مع الفاكهة واللوز (مرقة حلوة). في التحلية تذوق البوزا وهي كريم الفستق أو الحلويات المعطرة بماء الورد.
مركز المدينة يمثل الجانب العصري للعاصمة التونسية حيث تكتسي الأنهج والطرقات المحيطة بشارع الحبيب بورقية طابعا خاصا. عند سفح العمارات ذات الهندسة الحديثة، ستجد حشد نشيط يتسارع بين المقاهي الشعبية، ومحلات الموضة والمترو الخفيف والنخيل. ولا تفوتك زيارة السوق المركزي الذي يفيض بالخضر والفواكه والأسماك. ولا تنسى مشاهدة واجهة المسرح البلدي المنحوتة، الذي افتتح في سنة 1902، وتمثال ابن خلدون، المفكر الكبير من مواليد تونس في القرن الرابع عشر. تحتوي شوارع المدينة العصرية والأحياء المتاخمة لها على العديد من مراكز التسوق التي تحوي العلامات التجارية العالمية وكذلك محلات التصاميم والابتكار في مجال الصناعات التقليدية.
المتحف الوطني بباردو هو أكبر متاحف الفسيفساء في العالم. اتخذ مقرا له في قصر الباي السابق بباردو، تم تجديده بالكامل وتوسعته في سنة 2012. يضم المتحف مجموعة فريدة من الآثار الرومانية بالإضافة إلى شهادات من تاريخ تونس، من قرطاج حتى العصر العثماني. منذ الدخول، سيشدك مشهد أسطوري ضخم في فسيفساء تبرز مشاهد ميثولوجية حول عربة الآلهة نبتون. ثم تمعن في الآلهة القرطاجية الغريبة، تماثيل من الرخام كانت تزين المعابد الرومانية. كما ستكتشف التراث اليهودي في تونس والاعمدة الحجرية التي تحمل طقوسا نوميدية. الفن الإسلامي في تونس هو في دائرة الضوء: الإسطرلاب والمخطوطات الثمينة، والأكواب الخزفية، فضلا عن الزخرفة الغنية للقصرالذي يضم المتحف. تأمل الروائع الواحدة تلوى الأخرى لمبدعي فسيفساء تونس، الذين كانوا الأكثر شهرة في العهد الروماني. هذه اللوحات تصور مغامرات أوليس والأعمال في الحقول، والألعاب في المسرح وآلهة الأوليمب ... إنها رحلة رائعة عبر الزمن.
رطاج هي بلا منازع من أجمل المواقع حول البحر المتوسط. فتنة الخليج ذي الانعكاسات الفيروزية والمنازل البيضاء المحاطة بأشجار السرو وفي الأفق جبل بوقرنين يطل من وراء الضباب. تجول في أنهج المدينة واكتشف مقتطفات تاريخية: بقايا كنيسة سان سيبريان المطلة على البحر والمنازل القرطاجية بحي ماجون والموانئ البونيقية أين تربض بعض قوارب الصيادين.
موقع قرطاج مسجل بقائمة التراث العالمي لليونسكو ويستحق زيارة مطولة. تراكم الاثار في مساحة كبيرة تسمح لنا بتصور المدينة التاريخية : خزانات مياه بسعة 60 مليون لتر، حمامات رومانية ضخمة، ونمط عيش راق. بالمتحف الأثري، سنكتشف الفن والشعائر الدينية لقرطاج البونية.
سيدي بوسعيد هي قرية بديعة فوق التلال مجاورة لموقع قرطاج الأثري. وتتميز هذه القرية بالخصوص بمنازلها البيضاء والزرقاء المطلة على البحر.
في سيدي بو سعيد، الأبواب هي ابتسامة المنازل: زرقاء أو صفراء مشرقة،
مقوسة أو
مستطيلة،
مؤطرة
بالحجر المنقوش أو بالخزف، أو بالرخام الأبيض والأسود ... لكل منها
نمطه الخاص.
أجملها
مزركشة
بمسامير سوداء كبيرة رتبت بخبرة في شكل نجوم، او وردة او سمكة. أثناء
تنزهك، لا
تتردد
في
ترك الطريق
الرئيسي لاستكشاف الأنهج الضيقة : ففي كل خطوة باب جديد يفاجئك . سيدي
بو سعيد
كانت
سابقا
المنتجع
المفضل لقضاء العطلة لدى العائلات التونسية المترفة. على شاطئ البحر،
أعادوا
تشكيل
طريقة
عيشهم
المرهفة تحت رعاية ضريح سيدي أبو سعيد، الولي الصالح من القرن 13. خلف
الجدران
البسيطة
المكسوة
بالجير الكلسي الأبيض يختفي في بعض الأحيان قصر حقيقي. وأحد هذه القصور
بناه
أوروبي
متيم
بالقرية
سنة 1912، البارون رودولف دي ارلانجر، حول اليوم إلى متحف، ويستضيف
الحفلات
الموسيقية.
منازل أخرى
عديدة أضحت معارض للفنون أو دورا للضيافة.
ي سيدي بو سعيد لا تنسى ان تتناول عصيرا وقسطا من الراحة في مقهى
الحصائر وأن
تستمتع
بطابعها
واجوائها التقليدية. تذوق البانبالوني، فطائر عى شكل حلقة تؤكل ساخنة.
تمعن المشاهد الطبيعية البحرية الرائعة من مقهى سيدي الشبعان. عديد الفنانين والرسامين استقروا في هذه القرية الملهمة.
The archaeological site of Oudhna is located 30 kilometers south-west of Tunis, in the valley of Oued Miliane, known since Antiquity for its fertile soil. Human occupation of the region dates back to pre-Roman times, but the foundation of the town took place at the end of the first century B.C. when a new colony was created, inhabited by veterans of the 13thRoman legion. This colony, which was named Uthina, reached its peak during the second century AD, especially under Emperor Hadrian. In medieval times, the new occupants of the site did not create a new town and merely exploited the existing ancient monuments. This period turned over large quantities of Islamic ceramics, which date mainly from the 10th-11th centuries.